غيّب الموت الإعلامية يمنى شري عن عمر ناهز 55 عاماً في كندا بعد صراع طويل مع المرض تاركة خلفها مسيرة غنية وإرثًا إنسانيًا ومهنيًا يصعب تعويضه.
لم تكن يمنى مجرد إعلامية عابرة، بل كانت من الأصوات التي شكلت وجدان المشاهد اللبناني والعربي. بحضورها الأليف، وابتسامتها الصادقة وقدرتها على اختصار المعنى بلمحة إنسانية حجزت لنفسها مكانة راسخة في ذاكرة الإعلام.
بدأت يمنى مشوارها من خلف ميكروفون إذاعة صوت الشعب، حيث قدمت النشرة الإخبارية باللغة الفرنسية بصوت هادئ ومطمئن يعكس مزيجًا من المهنية والشغف. ومنذ تلك اللحظة، انطلقت في مسار تصاعدي ميّزها عن غيرها.
وفي زمن تألق قناة المستقبل، كانت واحدة من أبرز وجوهها. عرفها الجمهور عبر باقة من البرامج التي مزجت فيها بين الاحتراف والعفوية، لتصبح رمزًا للمرأة الإعلامية التي تجمع الرقي والبساطة والثقافة.
لاحقًا، على شاشة قناة "الآن"، أطلت يمنى في برنامج "صباح النور"، حيث كانت الطاقة الإيجابية.
رغم ابتعادها الجغرافي في السنوات الأخيرة، بقيت قريبة من جمهورها، تطل من كندا عبر شاشة قناة الجديد حاملة نفس الشغف ونفس الرسالة: أن يكون الإعلام مساحة للأم والكلمة جسرًا للمحبة.
برحيل يمنى، تفقد الشاشة اللبنانية وجهًا محبّبًا وصوتًا دافئًا وتفتقد الصباحات عبارتها التي بقيت عالقة في الذاكرة:
"اليوم حلو وبكرا أحلى."
وداعًا يمنى كنت زهرة حقيقية في حديقة الإعلام ووجهًا لا يُنسى من وجوه الوطن.