بخطوة ملفتة، دعا الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة على عدة أسس لمعالجة الإشكالات والرد على المخاوف وتأمين المصالح المشتركة من خلال حوار يبنى على قناعة واضحة بأن إسرائيل هي العدو مع تجميد الخلافات الماضية في هذه المرحلة من أجل التوجه للجم إسرائيل
وأشار قاسم إلى أن سلاح المقاومة موجّه نحو العدو الإسرائيلي فقط لا نحو السعودية ولا نحو أي جهة في العالم محذّراً من أن الضغط على المقاومة يعد ربحاً صافياً لإسرائيل، وأن غياب المقاومة سيُعرّض دولاً أخرى للخطر.
ولفت قاسم إلى أن "الحاجة ملحة لبناء لبنان معاً"، مشيراً إلى أن الحزب قدم تجربة في إيقاف العدو عند حدّه، وأنه شارك بعد ذلك في انتخاب الرئيس عون وتشكيل الحكومة والتعاون في التشريعات وإدارة البلد.
وشدد على أنّ "مسار الحوار يجب أن يكون مدعوماً بتفاهمات حتى لا يكون خدمةً لإسرائيل"، مؤكّداً أن المقاومة مستمرة.
وقال إن "لجنة الميكانيزم لم تُصدر أمراً لإسرائيل بوقف عدوانها، ولا سُمِع منها أن قالت لإسرائيل: أوقفي عدوانك".
وأضاف أن "الضغط الدولي يتجلّى أيضاً بمنع الإعمار"، موضحاً أن "أميركا تعمل على عرقلة إعادة الإعمار كجزء من سياسة الضغط لمنع تقوّي البيئة المؤيّدة للمقاومة".
وشدّد الأمين العام للحزب على أن "إجراء الانتخابات النيابية في موعدها ووضع بند الإعمار كأولوية، إلى جانب مكافحة الفساد، هما من الثوابت"، لافتاً إلى استعداد الحزب للحوار الإيجابي بشأن استراتيجية الأمن الوطني.
وقال إنّه "عرضنا للحوار والتفاهم سيكون من موقع القوة مشيراً إلى أن "الجمهور متمسّك بسلاح المقاومة لأنه شهد نتائجه في الردع والتحرير، وأن القيادة تأخذ من هذا الجمهور طاقة التعبئة والتصميم"، متابعاً: "ننظر الى أيّ مواجهة للمشروع الإسرائيلي بأنّها مواجهة وجودية لنا وللوطن ومعها يرخص كل شيء".
وشدَّد على أنَّ "تكويعة 5 أيلول أنقذت لبنان من مؤامرة 5 آب"، مؤكّداً أنَّ مسؤولية الحكومة اللبنانية أن تواجه الاعتداءات الإسرائيلية وأن تصرخ كل يوم وليسمع العالم هذا الصراخ، وأن تفكّر بطرق خارج الصندوق".
وأضاف: "حاضرون كمقاومة لأن نقوم بواجبنا إلى جانب الجيش اللبناني مهما كان قراركم لكن بمواجهة الجيش الصهيوني".
وأوضح أنَّ "كل الإمبراطوريات السابقة وصلت إلى أعلى المراتب لكن سقطت عندما كانت فاسدة وظالمة والظلم سيسقط ولو بعد حين"، وختم بالقول: "لن نكون عبيداً وقد خلقنا الله أحرارا".
قاسم اعتبر أن المنطقة بأسرها أمام منعطف خطير مشيراً إلى أن "الكيان الإسرائيلي زرع وجوداً عميقاً في منطقتنا بدعم استكباري، ومشروع العدو هو مشروع توسعي أميركي–غربي استعماري يسعى للتحكم بالمنطقة وإلغاء خيارات شعوبها ومقاضاة كل من يعترض على سياسته.
وأكَّد أنَّ الإسرائيلي أعلن بوضوح رغبته في مشروع إسرائيل الكبرى، وذكر أن نتنياهو صرّح علناً برغبته في إعادة رسم خريطة المنطقة وإنهاء المقاومة في كل ساحاتها.
وشدَّد على أن ما بعد ضربة قطر مختلف عما قبلها وأردف: "بعد ضربة قطر تغيّر منطق الاستهداف، فباتت المقاومة والأنظمة وكل عائق جغرافي وسياسي أمام مشروع "إسرائيل الكبرى" في مرمى الاستهداف".
وختم: "الهدف يمتد إلى فلسطين ولبنان والأردن ومصر وسوريا والعراق والسعودية واليمن وإيران"، محذّراً من خطر "هذا المشروع التوسّعي المدعوم من قوى كبرى".