كارثة حرائق تلتهم لبنان.. ضحايا ودمار واتهامات لإسرائيل

تشهد عدة مناطق لبنانية منذ ساعات حرائق ضخمة ومتزامنة أودت بحياة 17 شخصاً على الأقل، بينما تناقل ناشطون ومصادر محلية معلومات عن تورط طائرات إسرائيلية في إشعال حرائق جنوبية امتدت نيرانها لتلتهم مساحات شاسعة من الأحراج والممتلكات.
في التفاصيل الأولى المأساوية، سقط 17 قتيلاً في مناطق مختلفة جراء هذه الحرائق، فيما تتهم معلومات متداولة "الفارات الإسرائيلية" بالتسبّب في اندلاع حريق ضخم في منطقتي العبشية والجرّوق، امتدت نيرانه ليطال الجبل الرفيع وجبل الريحان، مما يضفي بعداً جديداً على الكارثة.

الحرائق تمتد من الجنوب إلى الشمال

لم تكن الكارثة محصورة في الجنوب، فقد شملت سلسلة حرائق مساحات شاسعة في مناطق متفرقة من البلاد. ووفقاً للمديرية العامة للدفاع المدني، تمكنت الفرق من إخماد حرائق اندلعت في مساحات واسعة من الأعشاب اليابسة والأشجار الحرجية في كل من: الضنية، كسروان، بعبدا، المتن، القبيات، عكار، وجبيل. ساهمت عدة عوامل في تفاقم حجم الكارثة وانتشار النيران بسرعة هائلة, العوامل الطبيعية مثل جفاف الأرض بسبب تأخر هطول الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة, مخلفات الحرب حيث عرقلت الذخائر غير المنفجرة جهود الإخماد وشكلت خطراً داهماً على فرق الدفاع المدني, سوء الإدارة البيئية  إذ ساهم احتراق المكبات العشوائية في زيادة انتشار النيران وصعوبة السيطرة عليها.

في ظل هذه الكارثة المتكررة، أكدت وزيرة البيئة السيدة تعارة الزين على أن "حرائقاً تنشب من دون تدخل بشري، سواء متعمد أو غير متعمد"، داعية إلى, العمل على أنظمة تخزين للمياه في المناطق المعرّضة, تأسيس أنظمة إنذار مبكر فعالة, دعم الدفاع المدني على جميع المستويات، من حيث الموارد البشرية والمعدات والتجهيزات, تُظهر هذه الأحداث مجدداً هشاشة الوضع البيئي والأمني في لبنان، وتُطلق صافرة إنذار حول الحاجة الملحة لاستراتيجيات وقائية شاملة لمواجهة كوارث المستقبل.