السفير الأميركي ميشال عيسى يصل إلى بيروت… دبلوماسي بملفّ اقتصادي ثقيل ومرحلة لبنانية لا تحتمل المجاملات

السفير الأميركي ميشال عيسى يصل إلى بيروت 
وصل السفير الأميركي المعيّن لدى لبنان، ميشال عيسى، إلى بيروت وسط ترقّب سياسي غير عادي، في بلد يعيش على خط الزلازل الإقليمية، ويبحث عن أي إشارة خارجية قد تعيد تدوير عجلة الاستقرار. وصول عيسى ليس مجرد تبديل دبلوماسي روتيني؛ فالرجل يحمل أكثر من لقب: مصرفي سابق، مستثمر، وخبير في بنية النظام المالي العالمي… وهذا وحده كافٍ ليُعيد رسم ملامح الدور الأميركي في المرحلة المقبلة.

السفارة الأميركية أعلنت ببيان مقتضب “يسرّنا الإعلان عن وصول السفير المعين ميشال عيسى إلى لبنان”، لكن خلف هذا الإعلان البسيط، تكمن دلالات كبيرة: واشنطن ترسل إلى بيروت رجلاً يفهم جيّداً أين تُخزَّن الأزمات، وكيف تُدار، وكيف يمكن الضغط عبر الاقتصاد أكثر من السياسة.

عيسى، المتحدّر من بسوس – قضاء عاليه، ليس غريباً عن المزاج اللبناني. ولد في بيروت، درس في باريس، وانتقل بعدها إلى نيويورك ليقضي أكثر من عشرين عاماً في قلب النظام المصرفي الأميركي بين تداول العملات وإدارة المخاطر والامتثال، قبل أن ينتقل إلى قطاع السيارات ويخوض التجربة الاستثمارية من بابها الواسع. هذا المزيج بين الخبرة المالية والصلابة الإدارية جعله، بالنسبة لكثير من المراقبين، “أكثر من سفير… وأقل من موظف بروتوكولي”.

ويصل السفير الجديد في توقيت دقيق: لبنان يعيش شللاً سياسياً، وانهياراً اقتصادياً، وحدوداً جنوبية معلّقة على التفاهمات الدولية. وبالتالي، فإنّ مهمة عيسى لن تكون اجتماعات مجاملة أو عروض تعاون، بل إدارة مرحلة حسّاسة حيث تلتقي ملفات الترسيم، المفاوضات، العقوبات، ودعم المؤسسات الأمنية والاقتصادية.

وتشير مصادر دبلوماسية إلى أنّ خبرته العميقة في الامتثال المصرفي قد تجعل منه لاعباً أساسياً في ملف “تنقية المنظومة المالية” الذي تصرّ عليه واشنطن. كما أنّ حضوره قد يمهّد لربط أكبر بين الاستثمارات الأميركية ولبنان في حال توفرت الشروط اللازمة، وهو ما تعتبره الإدارة الأميركية “خطوة مشروطة بالإصلاح”.

ومع وصوله، يتحضّر عيسى لجولة لقاءات مع كبار المسؤولين، لكن الأنظار الفرنسية والعربية والدولية موجّهة إلى شيء آخر: كيف سيستخدم خبرته—لا صفته—في صياغة المرحلة المقبلة؟
وهل سيكون سفيراً على الورق… أم مهندس مرحلة لبنانية جديدة تحتاج إلى مفاتيح مالية أكثر من الوعود السياسية؟

الأسابيع المقبلة ستكشف. لكن الأكيد أن بيروت لم تستقبل هذه المرة سفيراً عادياً، بل رجلاً يعرف جيداً أين تكمن العقد… وأين تضغط الولايات المتحدة عندما تريد تغييراً حقيقياً
وصل السفير الأميركي المعيّن لدى لبنان، ميشال عيسى، إلى بيروت وسط ترقّب سياسي غير عادي، في بلد يعيش على خط الزلازل الإقليمية، ويبحث عن أي إشارة خارجية قد تعيد تدوير عجلة الاستقرار. وصول عيسى ليس مجرد تبديل دبلوماسي روتيني؛ فالرجل يحمل أكثر من لقب: مصرفي سابق، مستثمر، وخبير في بنية النظام المالي العالمي… وهذا وحده كافٍ ليُعيد رسم ملامح الدور الأميركي في المرحلة المقبلة.

السفارة الأميركية أعلنت ببيان مقتضب “يسرّنا الإعلان عن وصول السفير المعين ميشال عيسى إلى لبنان”، لكن خلف هذا الإعلان البسيط، تكمن دلالات كبيرة: واشنطن ترسل إلى بيروت رجلاً يفهم جيّداً أين تُخزَّن الأزمات، وكيف تُدار، وكيف يمكن الضغط عبر الاقتصاد أكثر من السياسة.

عيسى، المتحدّر من بسوس – قضاء عاليه، ليس غريباً عن المزاج اللبناني. ولد في بيروت، درس في باريس، وانتقل بعدها إلى نيويورك ليقضي أكثر من عشرين عاماً في قلب النظام المصرفي الأميركي بين تداول العملات وإدارة المخاطر والامتثال، قبل أن ينتقل إلى قطاع السيارات ويخوض التجربة الاستثمارية من بابها الواسع. هذا المزيج بين الخبرة المالية والصلابة الإدارية جعله، بالنسبة لكثير من المراقبين، “أكثر من سفير… وأقل من موظف بروتوكولي”.

ويصل السفير الجديد في توقيت دقيق: لبنان يعيش شللاً سياسياً، وانهياراً اقتصادياً، وحدوداً جنوبية معلّقة على التفاهمات الدولية. وبالتالي، فإنّ مهمة عيسى لن تكون اجتماعات مجاملة أو عروض تعاون، بل إدارة مرحلة حسّاسة حيث تلتقي ملفات الترسيم، المفاوضات، العقوبات، ودعم المؤسسات الأمنية والاقتصادية.

وتشير مصادر دبلوماسية إلى أنّ خبرته العميقة في الامتثال المصرفي قد تجعل منه لاعباً أساسياً في ملف “تنقية المنظومة المالية” الذي تصرّ عليه واشنطن. كما أنّ حضوره قد يمهّد لربط أكبر بين الاستثمارات الأميركية ولبنان في حال توفرت الشروط اللازمة، وهو ما تعتبره الإدارة الأميركية “خطوة مشروطة بالإصلاح”.
ومع وصوله، يتحضّر عيسى لجولة لقاءات مع كبار المسؤولين، لكن الأنظار الفرنسية والعربية والدولية موجّهة إلى شيء آخر: كيف سيستخدم خبرته—لا صفته—في صياغة المرحلة المقبلة؟
وهل سيكون سفيراً على الورق… أم مهندس مرحلة لبنانية جديدة تحتاج إلى مفاتيح مالية أكثر من الوعود السياسية؟

الأسابيع المقبلة ستكشف. لكن الأكيد أن بيروت لم تستقبل هذه المرة سفيراً عادياً، بل رجلاً يعرف جيداً أين تكمن العقد… وأين تضغط الولايات المتحدة عندما تريد تغييراً حقيقياً