شيخ العقل في لقاء المعايدة والمحبة في بريح: لتوحيد الطاقات وبناء لبنان على نهج وطني

نبّه شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى بعض المسؤولين الذين يأخذون لبنان بتصرفاتهم وعنادهم نحو الهاوية، داعياً إلى توحيد الطاقات والتلاقي على برنامج وطني واضح، وبناء خطة استراتيجية لا تثير الهواجس أو تشكّل تحدّياً لأحد.

 

كلام الشيخ أبي المنى جاء بمناسبة عيد الأضحى المبارك مباركاً لقاء المعايدة والمحبة الذي أقامه مشايخ وعموم أهالي بلدة بريح في ثاني أيام العيد في دار البلدة، وشارك إلى جانب سماحة الشيخ أبي المنى الذي حضر على رأس وفد من المشايخ، ممثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط وكيل داخلية الحزب في الشوف د. عمر غنّام، راعي أبرشية صيدا المارونية المطران مارون العمّار، والنائب العام الخوري اسقف مارون كيوان وكاهن الرعية الاب ايلي كيوان، الارشمندريت نعمان قزحيا ممثلاً المطران ايلي بشارة حداد، مشايخ من مؤسسة العرفان التوحيدية ورئيس مؤسسة المرحوم الشيخ ابو حسن عارف حلاوي الشيخ حسان حلاوي رئيس بلدية بريح صبحي لحود واعضاء المجلس البلدي والمختار الشيخ يزيد جاسر، رئيس مركز المخابرات في المنطقة العقيد وائل محمود، معتمد الحزب التقدمي الاشتراكي في المنطقة سهيل بو صالح وشخصيات وفاعليات روحية واجتماعية وأهلية.
‎  
قدّم الحفل مدير فرع الحزب التقدمي في البلدة طارق العلي، ثم لوحة ابتهالية من أطفال مؤسسة العرفان التوحيدية، ليتوالى على الكلمات كلاً من: الشيخ زاهي جاسر باسم مشايخ وعموم أهالي بريح، رئيس البلدية صبحي لحود، عضو المجلس المذهبي الشيخ فادي العطار، الشاعر مازن غنام، عضو المجلس المذهبي د. رامي عز الدين، ونوّهت الكلمات بسماحة شيخ العقل راعياً ومباركاً اللقاء الجامع، بما يعزّز العيش الواحد في البلدة، مقدماً المعايدة ومركزاً على أهم مقوّمات البلدة وهو العيش معاً في البلدة وفي الجبل لكي يكون لبنان بخير.
 

‎ وشدّد المطران مارون العمّار في كلمته على الوحدة التي تتميز بها بلدة بريح وتقديم كل ما هو جميل وفي أن نفكر ببعضنا البعض والشعور مع أخينا الذي يحتاج محبتنا، هذا العيد هو عيد المحبة وقيمتها في تلاقينا مع بعضنا البعض وعيش المحبة معاً.

كما تناول المطران العمّار علاقة المودّة الكبيرة التي تربطه بسماحة شيخ العقل واعتباره من الرجال المميزين وفي مكانه المناسب، خصوصاً في هذه الظروف الصعبة وما تتمتع شخصيته بصفات كبيرة، "وأننا نشعر معه في الأمان والسلام لنكون معا نسمة أمل لشعبنا ليبقى متمسكاً بأرضه وبلده". 
 

وختاماً ألقى شيخ العقل كلمة قائلاً: في هذه المناسبة وبحضور سيادة المطران والآباء المحترمين والمشايخ الأفاضل نؤكّد ما أكدناه في تكريم المطران منذ سنوات عندما قلنا أن الجبل قلب لبنان إذا طاب طاب لبنان وإن هوى هوى، ولكنه لن يهوي لأنه الأساس، مهما شرّقوا أو غرّبوا فالجبل هو القلب النابض بالوطنية والأصالة، وإذا كان موحَّداً يتوحد الوطن بشماله وجنوبه وبقاعه وساحله، نحميه بايماننا وبصلواتنا، نحميه بمحافظتنا على القيم الاخلاقية والاجتماعية والوطنية فيه، نحميه بوحدتنا ومحبتنا وتآخينا، وبحمل الرسالة الروحية والاخلاقية والوطنية كلٌّ من زاويته وموقعه وايمانه.

‎وأضاف: "لبنان يواجه ما يواجه من تحديات وصعوبات وعوائق، تقتضي منا الوقوف صفاً واحداً لإنقاذه، ونحن من القائلين مع اخواننا الرؤساء الروحيين انه مهما عظم الألم لن نفقد الأمل، بل سنعيده بتعاوننا وتفكيرنا المشترك ورؤيتنا الواضحة وعزمنا القوي، ولدينا من الافكار ما يعزز هذا الأمل، نطرحها على المستوى الدرزي وعلى مستوى الجبل والوطن، وما علينا الا تجميع طاقاتنا الفكرية والاقتصادية والمالية لاخواننا المغتربين والمقيمين واستثمارها واستثمار الاوقاف اكانت لنا ام لاخواننا المسيحيين، من خلال بناء المؤسسات تساعد في خلق فرص العمل وتنمية منطقتنا وتثبيت ابنائنا في ارضهم والحدّ من هجرة الكفاءات، نبني المؤسسات يداً بيد فنشكل قوة اقتصادية تساهم في انقاذ الوطن وحمايته من الانهيار".

 

‎وختم بالقول: "لا ننتقص من ‎مكانة السياسيين فقياداتنا السياسية واعية ولكن ما ينقصنا هو توحيد الطاقات، حتى السياسية منها، والتلاقي على برنامج وطني واضح، ولا بد من بناء خطة استراتيجية لا تثير هواجس أحد ولا تشكل تحدياً لأحد، فنتلاقى من اجل المستقبل ونحن نستمد من الاضحى ومن اعيادنا الدينية الايمان والامل لقيام لبنان افضل مما كان بعون الله".