تشهد بلدة بشرّي في لبنان حالة من التوتر الشديد والقلق العميق بعد وقوع سلسلة من حوادث القتل الغامضة.
وتزايد هذا التوتر بعد وفاة الشاب هيثم طوق والشاب الآخر من آل طوق الملقب بـ "مالك" في ظروف غامضة بمنطقة القرنة السوداء، وهو أمر يثير الشكوك ويثير مخاوف السكان في المنطقة.
وفقًا للمعلومات الصحفية الأولية، أُبلغ عن أن الشاب هيثم طوق تعرض لإطلاق نار قناص من مسافة بعيدة، مما أدى إلى وفاته فورًا. أما بالنسبة للشاب "مالك"، فقد تباينت الروايات حول ظروف وفاته، حيث تم نقل جثته إلى مستشفى بشري الحكومي، ولكن لا يزال الغموض يكتنف تفاصيل وفاته.
رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، قام بمتابعة هذه القضية عن كثب من خلال سلسلة من الاتصالات الهامة، بما في ذلك اتصالاته مع قائد الجيش العماد جوزيف عون والمراجع الأمنية والقضائية المختصة. وقد أكد ميقاتي بشدة أن هذه الحادثة غير مقبولة ومدانة، وأنه يجب ملاحقة واعتقال المجرمين المسؤولين عنها ليتم تقديمهم إلى العدالة، فالقانون هو الذي يجب أن يأخذ مجراه.
كما شدد على ضرورة أن تكون هذه الحادثة درسًا للآخرين لكي لا يتجاوزوا الحدود ويقترفوا مثل هذه الأعمال الشنيعة.
من جانبها، أكدت النائبة ستريدا جعجع، أن الجريمة النكراء وقعت في وضح النهار، مما يزيد من خطورتها وتعكس انعدام الأمان في المنطقة.
وأعربت عن ثقتها في أن "العدالة ستتخذ مجراها وسيتم تحقيق الحقيقة وتقديم الجناة إلى العدالة، وهي تحث أهالي المغدور وأهالي بشري على الصبر والهدوء خلال هذه المرحلة الحساسة والمؤلمة، في انتظار استكمال التحقيقات وكشف الحقيقة المرتبطة بهذه الحوادث الشنيعة.
من جهته، ناشد النائب فيصل كرامي، رئيس تيار الكرامة، الأجهزة الأمنية والجيش والقضاء بالتحرك السريع والجاد لتوضيح حقيقة ما حدث في منطقة القرنة السوداء.
وأكد أهمية أن يكون القضاء هو الجهة المسؤولة الوحيدة للتحقيق في هذه الحوادث وتحمل المسؤولية في تقديم العدالة وضمان عدم التساهل في معاقبة المتورطين في تلك الأعمال الجرمية.
بدوره، أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً بكرامي دعاه فيه إلى "توخّي الحكمة في التعامل مع الحادثة الأليمة التي أودت بحياة الشاب هيثم طوق، كما دعا من خلاله "أهالي بقاعصفرين والضنية إلى عدم الانجرار وراء الاحكام المسبقة والشائعات بانتظار جلاء الحقيقة الكاملة".
وفي بيان لها، استنكرت بلدية بشرّي بشدّة الحادثة التي أودت بحياة هيثم طوق بـ"رصاص القنص الجبان في منطقة القرنة السوداء.
وطالبت البلدية السلطات الأمنيّة والقضائية المبادرة إلى توقيف المجرمين وسوقهم إلى العدالة، مؤكدة أن القرنة السوداء هي أرضُ تابعة لبشرّي.
بدورها، استنكرت بلدية بقاعصفرين الحادث، طالبة "عدم زجّ اسم منطقة الضنيه عموماً وبقاعصفربن خصوصاً به، لما له من تداعيات خطيرة"، وأضافت في بيان: "نضع ثقتنا الكاملة بالأجهزة الأمنيّة والجيش اللبناني والقضاء المتخصّص من أجل العمل على تطبيق القانون وجلاء الحقيقة ووأد الفتنة".