لفت الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، إلى أنّ "كيان العدو ما زال يحتلّ جزءًا من أرضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وفي الأسابيع الماضية أعاد احتلال جزء من بلدة الغجر. هو يستفزّ ويخترق ويحتلّ أراض، وبكلّ وقاحة يتحدّث عن استفزازات المقاومة على الحدود"، مشيرًا إلى "أنّني أقول للإسرائيليّين من هنا، انتبهوا من أيّ حماقة أو خيارات خاطئة".
وشدّد، في كلمته بختام المسيرة العشورائيّة، في ساحة الإمام الحسين في ضاحية بيروت الجنوبيّة، على أنّ "المقاومة الأبيّة الشّريفة في لبنان لن تتهاون ولن تتخلّى عن مسؤوليّاتها لا في الحماية ولا بالرّدع ولا بالتّحرير، ولن تحني رقبتها لهذا الكيان المهزوز المتزلزل، وستكون جاهزة لمواجهة أيّ خطأ أو حماقة ولن تسكت عنهما".
وأشار نصرالله، في ملف رئاسة الجمهوريّة، إلى أنّ "بعد كلّ الجهود والمبادرات، هناك قوى سياسيّة ما زالت ترفض الحوار الّذي يجمع الجميع على طاولة واحدة، ومن الواضح أنّ الجميع سينتظر شهر أيلول المقبل، لعودة الموفد الفرنسي ومبادرته الّتي تحدّث عنها، ونعتقد أنّ هذه فرصة متاحة حتّى ذلك الوقت، لفتح الباب لحوارات ثنائيّة جادّة ودؤوبة، قد تفتح أفقًا في جدار الانسداد القائم في مسألة الانتخابات الرئاسية، وهذا ما نعمل عليه وسنرى ما نصل إليه في الأيّام المقبلة".
وأكد نصرالله أنّ "حكومة تصريف الأعمال يجب أن تواصل تحمّل المسؤوليّة ضمن الحدود الدّستوريّة المسموح بها، وتواصل تحمّل المسؤوليّات تجاه أوضاع النّاس أيًّا تكن الصّعوبات، كما لا يجوز تعطيل مجلس النّواب في الحدّ الأدنى بالتّشريعات الضّروريّة واللّازمة وكلّ ما يمسّ حياة المواطنين".
كما ذكر أنّه "في ملف الشذوذ الجنسي، البعض غضب عندما تحدّثنا في هذا الموضوع، وهذا أمر جيّد، لأنّ هذا خطر حقيقي وداهم، وهذا المشروع يتنافى مع الفطرة الإنسانيّة"، مبيّنًا أنّ "في لبنان، بدأ هذا الخطر من قبل بعض جمعيّات المجتمع المدني (NGOs) الّتي وزّعت بعض الكتب وقيل إنّها حظيت بموافقة وزارة التربية. من هنا، نطالب الحكومة ووزارة التربية أن تكونا جزءًا من الحفاظ على أطفال لبنان وشبابه ومستقبله... هذه معركة الإنسان الشّريف الطّاهر الّذي لا يزال يحافظ على عائلته ومجتمعه".
وفي قضية حرق القرآن الكريم، أشار نصرالله إلى أنّ "السويد والدنمارك وكلّ العالم يجب أن يفهم أنّنا أمّة لا تتحمّل الاعتداء والإساءة إلى رموزها ومقدّساتها، لا إلى مصحفها ولا إلى نبيّها ولا إلى مسجدها الأقصى. تركيبتنا الثّقافيّة والأخلاقيّة والرّوحيّة والوجدانيّة منذ البداية، في مئات السّنين، هي نفسها، ونرفض هذا الضيم وهذا العدوان".
وأوضح أنّه "إذا كانت هناك أمم في العصر الحالي لا تهتمّ ولا تتأثر عندما يُساء إلى رموزها ومقدّساتها الدّينيّة، وتتعاطى مع هذا الاعتداء بلا مبالاة، فأمّة الملياري مسلم ليست كذلك، لا في وعيها ولا في وجدانها ولا في تاريخها وحاضرها".
وذكر أنّ "في الدنمارك، أُعيد إحراق المصف والإساءة إليه من خلال وضع نعال عليه، وعندما جاء البعض لإنقاذ هذا المصحف تعرّض للضّرب والإهانة. هذا عدوان على الإسلام وعلى مليارَي مسلم في هذا العالم".
وأفاد بأنّ "بعد أيّام، هناك اجتماع لوزراء خارجية الدّول الإسلاميّة، والمسلمون في العالم سينتظرون نتائجه"، مشدّدًا على أنّه "على الدّول الإسلاميّة ووزراء خارجيّتها اتخاذ قرارات بمستوى العدوان والإصرار عليه في السويد والدنمارك، وأن يبلّغوا رسالةً حاسمةً وجازمةً وقاطعةً بأنّ الاعتداء مجدّدًا سيقابَل بالمقاطعة الدّبلوماسيّة والسّياسيّة".
وأضاف نصرالله: "إذا رفضت الدول القيام بذلك، فعلى الشباب المسلمين في العالم أن يتصرفوا بمسؤوليتهم، وأن يعاقبوا هؤلاء المدنسين والمعتدين، ولا ينتظروا أحدًا ليدافع عن مصحفهم وعن دينهم، إن لم تتحمل الحكومات مسؤوليتها، وسيرى العالم حمية وغيرة هؤلاء الشباب وأنهم حاضرون أن يفتدوا دينهم ومصحفهم بدمائهم".
إلى ذلك، لفت إلى أنّ "الشعب الفلسطيني أكثر من أيّ زمن مضى يؤمن بالمقاومة، ويراهن عليها في داخله وعلى محور المقاومة في المنطقة، ويقدم الشهداء ويجاهد بالسكين والعبوة والمسدس والحجر، وحق هذا الشعب المقاوم على جميع الأحرار في العالم أن ينصروه".
واعتبر أنّ "في الإصرار على تدنيس المسجد الأقصى من قبل الصّهاينة المتطرّفين المتوحّشين، والتّهديد الدّائم لهذا المكان المقدّس لدى المسلّمين جميعًا، يجب أن يسمع العدوّ موقفًا واضحًا وحازمًا وحاسمًا في اجتماع دول منظمة المؤتمر الإسلامي".
وأكّد نصرالله وقوف "حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان، بكلّ ما نستطيع إلى جانب مقاومة الشعب الفلسطيني، ونعتبر معركته معركتنا. مصيرنا واحد، ومستقبلنا واحد في هذه المنطقة، ولن يكون إلّا زوال الكيان الغاصب عن فلسطين".