أكدّ النائب الدكتور سليم الصايغ أنَّ "هناك إستعدادًا دائمًا للجلوس مع كافة الأفرقاء في الوطن، وأنَّ ثمة قضايا إجتماعية إقتصادية إصلاحية في البلد بإمكانها جمع اللبنانيين"، مشدداً على أنَّ "لبنان وطن ممكن وليس وطنًا مستحيلًا".
وقال في تصريح: "نحن مستعدّون للجلوس مع الآخر والحوار معه، ولا نسمح لأي شيء أن يمنعنا من ذلك، ولكن لا يصحّ أن نكون متفقين على نظام ودستور لادارة حياتنا الديمقراطية، فنعمد عند كل مفصل الى الالتفاف عليهما كل مرة بحجة، وهذه المرة بحجة الحوار، كأننا بحاجة ان نتحاور لنطبق الدستور والنظام وهذه بدعة اخلاقية لا شيء فيها من الاخلاق".
وأكّد الصايغ أنه "لا يجوز للحوار أو أي وسيلة حلّ نزاعات أخرى أن تكون رديفًا عن تطبيق النظام والدستور، الذي اتفقنا عليه، والذي بالرغم من ملاحظاتنا الكثيرة عليه كلّف لبنان مئة الف قتيل".
وتابع: "ما نشهده اليوم هو ضياع سلطة المعايير بالكامل واستبدالها بسلطة ميزان القوى وهذا ما نلاحظه بالتعاطي بالسياسة، فبات مجال السياسة يضيق وأصبحنا في سلسلة جبهات وفرض أمر واقع".
واعتبر أن "ما يقوم به الطرف الآخر هو تغيير في التكتيك ولا شيء آخر، ولا يزال يصور انه يريد الحوار ، انما على مرشحه".
وأردف: "ان انتظار لودريان لجواب من المعارضة هو جواب بحدّ ذاته، بسبب إدراكنا بأن الذهاب الى الحوار هو مضيعة للوقت ولآمال اللبنانيين. فلماذا الإنتظار شهر ونصف؟"
وأضاف: "نحن اليوم وبعد الحوادث المتنقلة التي يشهدها لبنان من بشرّي، الى عين إبل، الى المجدل في جرد جبيل وصولًا الى الكحالة في الأمس، نلاحظ أن موضوع السلاح مغيّب تمامًا عن الحوار، وكأنه مطلوب من الدول الخارجية اخراج موضوع السلاح ووضعه جانبًا، باعتباره سببًا لإيقاف أي عملية ديمقراطية في لبنان".
ولفت الى أن "الخطاب العالي الذي تمارسه يذكرنا بأول حوار قام به حزب الكتائب مع حزب الله بعد اسبوع من اغتيال الشهيد الوزير بيار الجميّل، حيث بقي الخطاب عالي السقف لرفضنا الدائم لوجود سلاح غير شرعي خارج نطاق الدولة".
واعتبر الصايغ أنه "عندما تفتعل سرايا المقاومة حادثة القرنة السوداء، ويدخلون الى المجدل في جرد جبيل للتهديد والخطف بواجهة معروفة، وعندما تحصل عملية اغتيال موصوفة في عين إبل لأحد أعيان المنطقة، ومؤخرًا ما حصل في الكحالة، فهذا تعبير عن استعمال السلاح في غير وجهته، انما موجّه لصدور اللبنانيين، فلا لزوم لوجوده بعد"، مشيرًا الى أن "علينا مواجهته بالموقف السياسي وبالكلمة، والاّ سنذهب الى شكل آخر في المواجهة وهذا ليس خيارنا".
وقال: "من هنا، الموضوع ليس تسجيل موقف بخطاب عالي السقف وتجييش العالم، فأنا أرفض كوني نائبًا مسيحيًا مارونيًا عن كسروان، أن تكون المواجهة بين شارع مسيحي وشارع شيعي"، لافتًا الى أن "هذه المواجهة هي بين جزء كبير من اللبنانيين الرافضين لهذا السلاح، وجزء آخر يريده ويعتبره سلاحًا مقدّسًا، وما حصل في الكحالة ربما أخذ طابعًا طائفيًا بسبب بيئة المنطقة وتاريخها ولكن ليس علينا تصوير هذا المشكل على انه طائفي".
وعن حادثة الكحالة، أكد الصايغ ان "الشعب اللبناني مسلّح، ولكن هناك فرق ما بين أن يكون هناك مقاومة اسلامية في لبنان مسلّحة لها تنظيمها الكامل والمتكامل، وأن يكون هناك مواطن لبناني يدافع عن منزله"، وأردف: "ابناء الكحالة دافعوا عن "البيت"، فهل المطلوب من أهالي الكحالة اقامة حواجز على الطرقات وتفتيش الشاحنات المارّة؟".
أضاف: "حادثة الكحالة شكلت "شرارة" لإعادة النظر أمام كل المترددين بسلّم الأولويات، فالمشكلة لم تكن بقضية موجودات الشاحنة انما القضية الأساسية هي بالأشخاص المولجين بحماية الشاحنة الذين تعرّضوا لأبناء البلدة، وعندها اعتبروا الأهالي أن هناك اعتداء مسلّح."
وتابع: "الشاحنة اصبحت رمزًا، انما الاشكالية كانت على اطلاق النار، فنحن على علم بأن الشاحنات تتنقل في مناطق لبنان دون معرفة موجوداتها، لأن أرض لبنان مستباحة تحت مقولة "شعب، جيش، مقاومة".
وإذ لفت إلى أن "اللبناني لم يعد لديه شيء يخسره"، أكد أن "القضية وجودية وكيانية كما قال رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل في موقفه الأخير من الكحالة وهذا ترداد لكلام البطريرك الذي قال في الانتخابات الأخيرة أنتم لا تصوّتون لأشخاص بل لهوية"، موضحًا أن "هذه هي القضية الوجودية التي نتحدث عنها بمعنى أي لبنان نريد، والسؤال: "هل نريد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان أم الجمهورية اللبنانية؟ "
وشدد على "أننا نؤمن بالدستور والقانون والنظام، لكننا استنفدنا الوسائل الديمقراطية والطبيعية التي ينصّ عليها الدستور ولا نريد الخروج من المؤسسات، غير أننا فهمنا أن الأمر الواقع لا يواجه فقط بالتمنيّات بل بمعادلة مختلفة نحن بصدد إرسائها اليوم".
وعن المواجهة الكيانية التي تحدث عنها النائب سامي الجميّل وكيفية ترجمتها أوضح "أننا منذ اكثر من شهرين ندرس هذا الموقف، ولم يأتِ كردة فعل على موضوع الكحالة، وهو لم يسرّع بل حفّز على الحديث بالموضوع لأن الكيل طفح، إذ لا يمكن الاستمرار بالطريقة التقليدية، فالبلد يُنحر والشعب يستنزف، من هنا نقول لا بد من ترجمة المواجهة التي لا نريدها عسكرية لربما الناس نريد الدفاع عن بيتها وهذا قرار لدى اللبنانيين الأحرار إنما نتحدث عن مواجهة وطنية غير طائفية عابرة للاصطفافات".