لفت رئيس مجلس النّواب نبيه بري، تعليقًا على "المبادرات الحواريّة الّتي أطلقها للتّوافق على حلّ رئاسي"، إلى أنّ "الذّاكرة اللّبنانيّة تسجّل له قوله فلنكن في مجلس النّواب واحدًا من أجل لبنان، وعلى هذا المجلس تقع مسؤوليّة إنقاذ بلدنا، لكنّ المكابرات صمّت الآذان ومنعت سريان هذه الصّرخة في هشيم السّياسة اللّبنانيّة".
وشدّد، في حديث صحفي، على أنّه "لو كنّا جلسنا مع بعضنا البعض، لكنّا انتخبنا رئيسًا للجمهوريّة قبل أشهر، لا بل بعد شهرين على أبعد تقدير من بدء الشّغور الرّئاسي، ولما تفاعلت أزمة البلد ووصل لبنان واللبنانيون إلى ما وصلوا إليه".
وأكّد برّي أنّ "مبادرتي هي الفرصة الأخيرة الّتي يتوجّب ألّا نفوّتها، إنْ كنّا حقًّا نريد أن نرحم بلدنا ونُنهي أزمته الرّئاسيّة وننتخب رئيسًا للجمهوريّة"، موضحًا أنّ "الأساس في الدّعوة أوّلًا، هو أن يأتي الجميع من دون استثناء إلى طاولة الحوار، وكلّ فريق ينيب من يمثّله فيه. وكما هو معلوم، فإنّ هناك "بلوكّين" في مجلس النّواب: "بلوك" يريد الحوار ثمّ انتخاب رئيس للجمهوريّة، و"بلوك" يريد انتخاب الرّئيس ومن ثمّ الحوار وجاءت الدّعوة إلى حوار السّبعة أيّام لترضي البلوكين".
وأضاف: "بالتّالي، نجلس معًا على طاولة واحدة، ونتناقش ونتحاور بصفاء نيّات، ونطرح كلّ الأمور المرتبطة بالملفّ الرّئاسي على الطّاولة. فإن اتّفقنا على مرشّح واحد، فذلك أمر عظيم وجيّد للبلد، وإن لم نتمكّن من ذلك، نتّفق على مرشَّحَين وربّما أكثر، ومن ثمّ ننزل مباشرةً إلى مجلس النواب لننتخب رئيس الجمهوريّة".
كما أعلن أنّه "أيًّا كانت نتيجة هذا الحوار، سواء نجح أو فشل، فأنا سأنزل إلى مجلس النواب لعقد جلسات متتالية حتّى يتصاعد الدّخان الأبيض كما يحصل في الفاتيكان، وننتخب الرّئيس".
وأشار برّي إلى أنّه "في أيلول الحالي، يجب أن نرسم خطّ النّهاية للأزمة، وما أراه واجبًا على الجميع هو أن ننتخب رئيسًا للجمهوريّة في هذا الشّهر"، متمنّيًا أن "يلبّي الحوار ما يطمح إليه اللّبنانيّون، ونحتفل جميعًا بهذا الانتخاب قبل نهاية أيلول، وننصرف بالتّالي إلى إعادة الانتظام لحياتنا السّياسيّة، بدءًا بتشكيل حكومة لتبدأ مهامها في مقارعة الأزمة، واتخاذ الخطوات والتّدابير الآيلة إلى إنهاض البلد وإنعاشه".
وأكّد أنّ "الأساس في الحوار هو إبقاء النّصاب قائمًا. فعندما ندعو إلى حوار بصفاء نيّات، يعني أنّ النّصاب أمر مفروغ منه، وعندما نقول جلسات متتالية حتّى انتخاب رئيس للجمهوريّة، يعني جلسات بنصاب كامل (وفق ما تنصّ عليه المادّة 49 من الدستور)، وليس جلسات على غرار الجلسات الـ12 السّابقة الّتي فشلت وطَيّرها النّصاب؛ ففي هذه الحالة نبقى مطرحنا".
إلى ذلك، أعرب عن أمله في أن "يكون أيلول شهر الحسم الرّئاسي"، مبيّنًا "أنّه يرصد ردود الفعل على مبادرته، والمسألة مسألة أيّام قليلة، فعندما تكتمل يَبني على الشّيء مقتضاه".