استخدمت إسرائيل "ثاني أكبر قنبلة في ترسانتها العسكرية" خلال قصف مخيم جباليا للاجئين في قطاع عزة وجاءت الضربة الإسرائيلية عن طريق "ما لا يقل عن قنبلتين بوزن يفوق 900 كيلوغرام، يمكن استخدامهما لاستهداف البنية التحتية، تحت الأرض".
لكن استخدام مثل هذا النوع من القنابل في منطقة مكتظة بالسكان مثل جباليا، طرح تساؤلات عما "إذا كانت الأهداف المقصودة لإسرائيل، تبرر عدد القتلى المدنيين والدمار الذي تسببه ضرباتها".
وقال مسؤولون صحيون بقطاع غزة، إن "عشرات المدنيين قتلوا وأصيب المئات، جراء هذه الغارة الإسرائيلية، الثلاثاء".
في المقابل، قالت إسرائيل إنها "تستهدف قائداً كبيراً في حماس، فضلاً عن شبكة الأنفاق تحت الأرض التي تستخدمها الجماعة المسلحة لإخفاء الأسلحة والمقاتلين". ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على عدد ونوع الأسلحة التي استخدمها في ضربة جباليا.
ويبلغ عرض الحفرتين اللتان سببهما الانفجار "حوالي 40 قدماً"، وهي أبعاد "تتوافق مع الإنفجارات التي قد ينتجها هذا النوع من الأسلحة في التربة الرملية الخفيفة"، وفقا لدراسة فنية أجرتها شركة أبحاث الذخائر "أرمامينت" عام 2016.
وقال مارك غارلاسكو، أحد مؤلفي تلك الدراسة، إن "القنابل ربما كانت تحتوي على صمام تأخير، الذي يؤخر التفجير حتى أجزاء من الثانية بعد اختراق السطح أو المبنى، بحيث تصل القوة التدميرية للانفجار إلى عمق أكبر".
وفي سياق متصل، "طلبت الإدارة الأميركية من إسرائيل تفسيراً للضربة الجوية التي استهدفت مخيم جباليا".
وبحسب مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن هويته، فإن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، "حثت إسرائيل على تنفيذ ضربات دقيقة، لتجنب إيذاء المدنيين".
وقال المسؤول: "طلبت الولايات المتحدة توضيحا بشأن (الهجوم) على جباليا"، مضيفاً أن المحادثة كانت في سياق "مطالبة إسرائيل ببذل المزيد من الجهد لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين".
وكان مسؤول رفيع في البيت الأبيض تحدث للصحفيين أمس، طالباً عدم الكشف عن هويته قائلاً إن "الإسرائيليين أبلغونا أن انهيار المباني السكنية في مخيم جباليا حدث جراء قصف شبكة خنادق تؤوي جزءاً من كتيبة تابعة لحماس".
من جانبه، قال أحد كبار مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية، إنه "في محادثات خاصة، طلب مسؤولو البنتاغون من الجيش الإسرائيلي، التفكير في عملياتهم، وأخذ حياة المدنيين الأبرياء في الاعتبار".
في المقابل، قال مسؤول إسرائيلي، إن "مسؤولي البنتاغون سألوا الجيش الإسرائيلي على وجه التحديد، عن قصف مخيم جباليا للاجئين شمالي غزة"، مضيفاً أن إسرائيل "تبذل الكثير من الجهد لضمان إبعاد المدنيين عن الأذى".
والخميس، قال المتحدث بإسم البنتاغون، باتريك رايدر، للصحفيين: "عندما نقدم مساعدة عسكرية لشركائنا، بما في ذلك إسرائيل.. فإننا نوضح أن هذا الدعم يجب أن يستخدم بما يتوافق مع القانون الدولي، ليشمل قانون الحرب والإلتزامات المتعلقة بحماية المدنيين".