وصف مرجع أمنيّ سابق اشتداد التوتر على الساحة الجنوبية بأنه من "عدة الشغل" تحضيراً لخوض المواجهة في "الميدان" الدبلوماسي، بحيث يسعى طرفا الصراع إلى تعزيز أوراقهما مع عودة الزخم التفاوضي، من خلال الجولات التي سيقوم بها الموفدون الدوليون لإفراغ ما في جعبتهم من مبادرات، بدأت ترتسم ملامحها، وتتمحور حول إنهاء "المسافة صفر" أي الاحتكاك المباشر بين مقاتلي حزب الله والجيش الإسرائيلي، وسبل ملء الفراغ الناجم عن تراجع الآلة العسكرية للحزب باتجاه الليطاني، والضمانات المطلوبة لتأمين هدوء طويل الأمد على جانبَي الحدود.
هذا التطور في "الميدان" الدبلوماسي، على الرغم من موقف حزب الله المعلن بأن لا اتفاق قبل وقف الحرب على غزة، أوقف المساعي الداخلية للتوافق حول الشأن الرئاسي، اعتقاداً من محور الممانعة بأن التنازل للعدو يمكن استثماره في إيصال مرشحه إلى بعبدا بمباركة دولية، ما أسفر عن فرملة المباحثات الجدية التي انطلقت بُعيد إقرار التمديد لقائد الجيش وعلى قاعدة التوافق نفسه، وفي هذا الإطار أعاد رئيس حزب القوات اللبنانية ورئيس أكبر تكتل نيابي سمير جعجع موقفه الرافض لأي طرح يجعل من رئاسة الجمهورية جائزة ترضية، فيما سجّلت الأوساط المتابعة للملف الرئاسي زيارة التعزية التي قام بها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للعماد جوزف عون، بوصفها كسراً للجليد بين ميرنا الشالوحي واليرزة دون أن تستبعد الأوساط البعد السياسي لهذه الزيارة.