أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني أن تهديد أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله قبرص ليس فقط محرجا بل هو خطير جداً، لأن هذا "الحزب" كان سابقاً هدّد دول الخليج الشقيقة وأدخل لبنان في عزلة وهو اليوم يوسّع هذا التهديد ليشمل عبر قبرص تهديد الاتحاد الاوروبي لأنها عضو فيه.
أضاف في حديث صحافي، "هذا يشكل خطراً على لبنان كدولة ويضعه في عزلة عن العالم. هذا الخطر بدأ منذ عمد "الحزب" على تهديد دول ذات سيادة إنطلاقاً من لبنان تنفيذاً لأجندات خارجية من باب ارتباطه المباشر بإيران ولوضعها على طاولة المفاوضات".
كما أشار الى أن هناك خشية من جميع الاطراف أي المجتمع الدولي واللبناني وليس فقط من إسرائيل وحزب الله من إحتدام الحرب في الجنوب التي قد تستدرج مواجهات اقليمية كبرى، مضيفاً: "لكن يبدو ان وتيرة التصعيد ترتفع بعد وصول النافذة الديبلوماسية الى مراحلها النهائية قبل الدخول في الانتخابات الرئاسية الاميركية".
رداً على سؤال، أجاب: رفع السيد نصرالله في خطابه الأخير من منسوب التهديد والتخويف لذا تحدّث عن اعداد كبيرة لمقاتليه وعن جهوزية عسكرية كبيرة وصولاً الى تهديد قبرص عسكرياً ان إستخدمت مطاراتها في هذه المعركة ما يعني ان طبول الحرب تقرع بشكل خطير. لست ادري ان كان الامر من باب التصعيد الاعلامي او اننا امام جهوزية تامة لقيام هذه الحرب. الطرفان يتكلمان عن الخروج عن القواعد المعتادة وهذا ينذر انه في حال توسعت الحرب قد تكون مختلفة عن ما رأيناه في السابق.
عن مفاعيل عملية طائرة الهدهد، قال "لا اعتقد ان الجيش الاسرائيلي ينتظر مبرّراً ليكون له تحركاً عسكرياً في لبنان بل ينتظر الظرف السياسي والتوقيت العسكري الذي يناسبه خصوصاً ان حزب الله اعطى سابقاً عذراً لاسرئيل منذ ان قرّر الدخول في هذه المعركة وفتح جبهة الجنوب في "8 أكتوبر". لا اعتقد ان مسيّرة تأخذ صوراً موجودة أساساً في مواقع الاقمار الاصطناعية ومتاحة للمستخدمين تشكّل خطراً جديداً يذكّر على الوضع العسكري القائم. مسألة الهدهد مضخّمة وتدرج في اطار معركة البروبغندا من الطرفين لشدّ العصب وإخافة الطرف الآخر وطمأنة الأطراف بأنهم في موقف متقدم. انها البروبغندا التي تسبق عادة المواجهات أو تمهّد لتهدئة وصولاً الى التسويات".
تابع "حتى الان لم يتمكن "حزب الله" من تعديل المسار في غزة، فيما من الجهة الاسرائيلية تم الفصل بشكل تام بين جبهتي غزة ولبنان وهناك توقيت مختلف لكل منهما. لا اعتقد ان اسناد "حزب الله" كان ذا جدوى في وقت اصبحت قدرة لبنان على التحمل اقل بكثير من الماضي بسبب الانهيار الحاصل سياسياً واقتصادياً ومالياً واجتماعياً في لبنان".
ختم حاصباني "اي ضرر وقعه كبير على الشعب اللبناني وخاصة على بيئة حزب الله في الجنوب التي نزحت وتهجرت وتوقفت حياتها بشكل كبير. اما من الجهة الاسرائيلية، فرأينا ان القدرة الاسرائيلية لتحمل الحروب الشاملة والواسعة وطويلة الامد تغيرت فلم يكن في السابق من المتوقع ان يتحمل المجتمع الاسرائيل حرباً طويلة. فعلينا ان ننظر اليوم الى كيف تعدّل واقع المجتمعين اللبناني والاسرائيلي".