في مشهد يكشف التناقض بين الأقوال والأفعال، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنّ غارة منطقة بنت جبيل، استهدفت عنصراً من الحزب كان يعمل “في منطقة مدنية وخلافًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان”. أدرعي أقرّ بأن الغارة أدّت إلى مقتل عدد من المدنيين، وختم بتصريح حاول أن يوحي بالمسؤولية قائلاً إنّ الجيش الإسرائيلي “يأسف لإصابة مدنيين ويعمل قدر المستطاع لتجنّب المساس بهم”.
لكن أي قيمة لاعتذار يترافق مع جريمة موصوفة؟ الغارة حصدت خمسة شهداء، بينهم ثلاثة أطفال أبرياء: سيلين، هادي، وأسيل. أطفال لم يعرفوا من الحياة سوى أحلام صغيرة، قُطعت بوحشية تحت صواريخ الاحتلال.
في المقابل، الدولة اللبنانية تواصل جهودها على المستويين الدبلوماسي والعسكري للحفاظ على الأمن والاستقرار. إلّا أنّ إسرائيل تُصرّ على استكمال مسلسل جرائم الحرب الموصوفة، موجهة رسالة ترهيب واضحة لا تقتصر على الجنوب بل تطال كل لبنان، عبر استهداف الأطفال قبل أي طرف آخر.
وهكذا، يظهر الاعتذار الإسرائيلي مجرّد غطاء لفظي يفتقد أي قيمة إنسانية أو قانونية، إذ لا يُمكن أن يمحو جريمةً ارتُكبت عمدًا بحق المدنيين، وأطفالهُم قبل رجالهم ونسائهم.
الرحمة للشهداء والعزاء لعائلاتهم، أما العدالة فهي ما يزال الشعب اللبناني والعالم بأسره بانتظارها.