كشفت المحكمة الفيدرالية في نيويورك، وثائق تضم أسماء أشخاص يشتبه بتورطهم مع الملياردير جيفري إبستين، الذي ارتكب جرائم جنسية وانتحر في السجن العام 2019، قبل محاكمته بتهمة استغلال قاصرات جنسياً.
وأظهرت وثائق المحكمة التي تناقلتها وسائل إعلام أميركية، أسماء ما يزيد على 150 شخصاً، يشتبه في أن بعضهم على علاقة بطريقة أو بأخرى بإبستين والاتهامات التي تلاحقه بالاتجار بالجنس مع الأطفال، بحسب شبكة "سي أن بي سي"، فيما قالت شبكة "سي إن إن" إنّ الأسماء تصل لـ200 اسم بينهم رجال أعمال بارزون وسياسيون.
وكشف عن الوثائق التي ترتبط بدعوى رفعتها الضحية فيرجينيا جيوفري، ضد شريكة إبستين، غيسلين ماكسويل. وتضم الوثائق إفادات من جيوفري وإفادات لأفراد آخرين، وطلبات إفادات تقدم بها المحامون، ومن بينها "كيف لم تتمكن ماكسويل في شهاداتها من تذكر تفاصيل اتصالات إبستين مع الأمير البريطاني، أندرو والرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون".
وقالت القاضية لوريتا بريسكا إن العديد من الأفراد المذكورين في الدعوى القضائية، كشفت هوياتِهم وسائلُ الإعلام أو محاكم ماكسويل الجنائية، مشيرة إلى أن كثيرين آخرين لم يعترضوا على الإفراج عن الوثائق. وعقبت بأن "بعض الأسماء المدرجة في القائمة ستبقى سرية، بما في ذلك أسماء الضحايا من الأطفال".
وأشارت التقارير إلى أن "حقيقة ظهور أسماء لأشخاص في الملفات لا تعني بالضرورة أنهم متورطون في مخالفات"، إذ لم تُوَجّه تهم جنائية إلاّ إلى إبستين وماكسويل بالإساءة للفتيات والشابات في مساكن في نيويورك وفي جزر وأماكن أخرى، علماً أن الوثائق، تعتبر المجموعة الأولى من بين تلك التي أمرت المحكمة بالكشف عنها.
وقضية إبستين المتهم بارتكاب جرائم جنسية والذي انتحر عن عمر ناهز 66 عاماً في زنزانته بنيويورك، أحرجت لسنوات بعض النخب السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة والخارج بحسب وكالة "فرانس برس".
وكان المليونير سيّئ السمعة على صلة بشخصيات رفيعة المستوى، من عالم السياسة والأعمال والعائلة الملكية البريطانية. وهنالك 187 فرداً مختلفا معروفين باسم جون أو جين دو في أوراق المحكمة، وسيُعلَن الآن عن أسمائهم الحقيقية. ويمكن أن يكون بينهم موظفون استخدمهم إبستين أو أشخاص زاروا منزله أو ذهبوا على متن طائرته الخاصة. ومن المتوقع أن يكون الأمير البريطاني أندرو على القائمة. وتشمل ملفات المحكمة 40 وثيقة أدلة من امرأة وجهت اتهامات ضد الأمير.
جوانا سيوبيرغ قالت من جهتها إن الأمير أندرو لمس صدرها أثناء جلوسه على أريكة داخل شقة إبستين في مانهاتن العام 2001، فيما رد قصر باكنغهام في وقت سابق بأن هذه الاتهامات غير صحيحة مطلقاً. وكان الأمير نفسه دفع ملايين الدولارات العام الماضي لجيوفري لتسوية دعوى قضائية رفعتها، مدعية أنه اعتدى عليها جنسياً عندما كان عمرها 17 سنة.
وتمّت الإشارة إلى الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون أكثر من 50 مرة في وثائق المحكمة، لكن لا توجد أي إشارة لارتكابه أفعالاً غير قانونية. وكان كلينتون سافر على متن طائرة إبستين في رحلات إنسانية إلى أفريقيا أوائل العام 2000، وفي ذلك الوقت أشاد بإبستين باعتباره من الأشخاص الملتزمين بالأعمال الخيرية.
وقال فريق كلينتون في وقت سابق إنه قطع العلاقات مع إبستين قبل أن يخضع للتحقيق، وقالوا في الماضي إنه لا يعرف شيئاً عن جرائم إبستين.