تتوالى فصول الكوارث الغذائية في لبنان، لتسجّل العاصمة بيروت حلقة جديدة من مسلسل الاستهتار بصحة الناس. هذه المرة في منطقة بربور، حيث ضبط عناصر أمن الدولة ملحمة تبيع لحوماً فاسدة ومنتهية الصلاحية خلال جولة أمنية بتوجيه من المحافظ مروان عبود.
نفى صاحب المحل، الذي خُتم بالشمع الأحمر، وهو سوري الجنسية أن تكون بضاعته غير صالحة، قبل أن يعترف بوقاحة أنّه يشتري الكيلو بـ6 دولارات ويعيد بيعه للمواطنين بمليون ليرة.
هكذا ببساطة تتحوّل صحة الناس إلى تجارة سوداء مربحة وسط غياب الضمير وجشع التجار.
هذه ليست الحادثة الأولى ولن تكون الأخيرة، فالأجهزة المعنية تضبط بشكل دوري ملاحم ومستودعات تُخزّن اللحوم الفاسدة وتعرضها في الأسواق، وكأن حياة اللبنانيين لا تساوي أكثر من هامش ربح إضافي.
يتجاوز الملف حادثة بربور إلى كارثة وطنية عنوانها: ماذا نأكل؟ فالتاجر ينهش جيب المواطن وصحته في آن، وما لم تتحوّل الضوابط إلى ثقافة ضمير ستبقى اللحوم الفاسدة على موائدما وسنبقى ننتظر الفضيحة التالية.