النصر المؤقت في عمشيت: الأهالي والقضاء يوقفان جرافات "مغارة الفقمة" المهددة

 بعد أسابيع من المواجهة الشرسة والاحتجاجات المتواصلة، سجل الناشطون البيئيون في بلدة عمشيت انتصاراً بيئياً مرحلياً مهماً، حيث تمكنوا من إيقاف أعمال الحفر والبناء العنيفة التي كانت تجري فوق مغارة الفقمة التاريخية والمهددة بالانقراض. هذه الأعمال كانت تهدف لإنشاء فيلا خاصة فوق المغارة، ما عرضها لخطر الانهيار الكامل.

كان المشهد على الأرض قد بلغ ذروة التوتر، حيث تصدى العديد من الناشطين، ومن بينهم السيدة رولا بهنام، والمهتمين بالمطالب البيئية، لجرافات البناء بجرأة غير مسبوقة. ,وألقوا بأجسادهم تحت الحفارات والجبالات في محاولة لمنع المقاولين من استكمال أعمالهم، بهدف فرض إرادتهم وحماية ما تبقى من المغارة التي تعتبر ملاذاً لما تبقى من فقمة الراهب المتوسطية النادرة في المنطقة.
جاء توقف الأشغال نهائياً بعد صدور قرارات رسمية حاسمة
كالقرار القضائي المستعجل الذي يعنى  بتوقيف الأشغال أولاً تنفيذاً لقرار قاضي الأمور المستعجلة في جبيل، القاضية بيرتا سماحة، التي أمرت بوقف جميع الأعمال في الموقع فوراً، وإلى حين تنفيذ القرار بشكل كامل.
 تزامن ذلك مع صدور قرار آخر عن محافظ جبل لبنان، القاضي محمد مكاوي، الذي شدد على ضرورة التوقف الفوري عن كل أشكال العمل. هذا القرار جاء حفاظاً على السلامة العامة أولاً، وعلى التراث الطبيعي الفريد الذي تمثله المغارة كمعلم بيئي وتاريخي.
على الرغم من الفرحة العارمة التي سادت أوساط الناشطين بعد توقف الأشغال، يبقى هذا الانتصار إجراءً مرحلياً ومؤقتاً.
وأفادت مصادر متابعة بأن وقف الأعمال سيستمر إلى حين استكمال تحقيقات النيابة العامة في القضية. وعليه، فإن المصير النهائي لمستقبل الموقع والمغارة سيبقى معلقاً ومربوطاً بصدور القرار القضائي النهائي الذي سيحدد بشكل حاسم ما إذا كانت المغارة ستنجو أم ستعود إليها أعمال الهدم مجدداً.