شهدت الساحة الأمنية في لبنان تحولاً لافتاً مع إعلان قوى الأمن الداخلي، عبر مديرية شعبة المعلومات، عن إحباطها لعملية تهريب دولية ضخمة لمخدر الكبتاغون. لم تقتصر العملية على الضبط فحسب، بل تمكنت من تفكيك خيوط شبكة إجرامية معقدة، واعتقال مهربين رئيسيين، في خطوة تعزز التعاون الأمني الإقليمي.
تم ضبط كمية هائلة تقدر بحوالي 8 ملايين حبة كبتاغون. كانت انطلقت من ميناء طرابلس، معدة للتصدير بشكل سري نحو المملكة العربية السعودية. وقد كشفت المداهمات عن مستوى من الاحترافية في التخفي؛ حيث تم إخفاء جزء من الحبوب بطريقة مبتكرة داخل عبوات تحمل شعارات تجارية.
إضافة إلى الضبط القياسي، شملت العملية الأمنية المعقدة محورين حاسمين، فقط أسفرت عملية الدهم عن ضبط 80 حبة كبتاغون إضافية داخل مستودع سري، مما يؤكد وجود نقطة تخزين محلية للشبكة قبل شحنها.
وتم الإعلان عن اعتقال مروّج رئيسي في "عملية أخرى"، تبين أن دوره كان لوجستياً بامتياز؛ إذ كانت مهمته نقل الحبوب من منطقة البقاع إلى صاحب المستودع، ما يسلط الضوء على المسار الداخلي الذي كانت تتبعه هذه المواد الممنوعة.
كما أشارت المعلومات الأمنية إلى أنه تم الكشف عن هوية "المدير للعملية" بالكامل، ما يمثل ضربة موجعة للقيادات المشرفة على التهريب.
أكدت القوى الأمنية اللبنانية أنها "قامت بالتنسيق مع الجهات اللبنانية والسعودية"، مما يعكس جدية في التعامل مع هذه الآفة المشتركة.
ويُشار إلى أن هذا الإنجاز يأتي في أعقاب عملية ضبط سابقة في شهر سبتمبر، حيث كانت الجمارك السعودية قد أحبطت شحنة كبتاغون تضمنت 6 ملايين حبة. وقد أكدت التقارير أن السلطات السعودية فتحت تحقيقاً في هذه القضية، لتتبع كافة خيوط الشبكة عبر الحدود.
تؤكد هذه الجهود اللبنانية على التزامها بمحاربة تجارة المخدرات العابرة للدول، وتضع ضوءاً على التنسيق الأمني كأداة فعالة لضرب شبكات التهريب التي تهدد استقرار المجتمع الإقليمي.