نوح زعيتر، المعروف بـ”بارون الحشيش” و”إمبراطور البقاع”، هو أحد أبرز تجار المخدرات المطلوبين في لبنان، ومطلوب بمئات مذكرات التوقيف. لطالما شكّل حلقة أساسية في شبكات صناعة وتهريب المخدرات، خصوصاً الكبتاغون، الذي يُعتبر جزءاً من “اقتصاد الممانعة” الممتد بين سوريا ولبنان.
بعد سنوات من الملاحقة والاختفاء، جاء توقيف زعيتر بتلك “الطريقة الهادئة” ليشعل الجدل في الأوساط اللبنانية. مواقع التواصل امتلأت بتساؤلات حول ما إذا كان الأمر صفقة سياسية وليس مجرد عملية أمنية طبيعية.
يرى محللون أن توقيف الرجل الذي كان عقدة مهمة في شبكة الكبتاغون يُشير إلى أن “الحزب بدأ بدفع الأثمان” تحت ضغط دولي يتصاعد. خصوصاً أن العملية جاءت بعد الضربات القاسية التي تعرضت لها القيادة العسكرية اللبنانية، ووسط توتر بلغ ذروته مع إلغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن.
ويذهب البعض إلى اعتبار أن نوح زعيتر قد يكون “هدية” للجيش، محاولةً لامتصاص الغضب وإعادة ترتيب التوازنات الداخلية.
لكن السؤال الأخطر:
هل هذه بداية حملة حقيقية على شبكات التهريب… أم خطوة معزولة؟
فنوح زعيتر ليس وحده. هناك كثيرون مثله—شخصيات نافذة، محمية، ومتشابكة مع اقتصاد سياسي واسع—فهل سيتم توقيفهم أيضاً؟
أم أننا أمام استعراضٍ عابر لن يتجاوز “إسكوبار لبنان”، فيما تبقى الشبكات الأساسية محمية كما هي؟
توقيف زعيتر لم يعد مجرد خبر أمني، بل اختبار جديد لفهم التوازنات الجيوسياسية والاقتصادية التي تتحكم بلبنان اليوم.