جوز هند ملغّم بالكوكايين  في مطار بيروت

 في عملية نوعية تعيد تسليط الضوء على محاولات عصابات التهريب الدولية اتخاذ لبنان ممرًا أو مستقرًا للمواد المخدرة، فقد أعلنت المديرية العامة للجمارك مصلحة جمارك المطار، عن إنجاز أمني تمثل في ضبط كمية ضخمة من مادة الكوكايين، كانت مخبأة باحترافية عالية ضمن شحنة غذائية قادمة من أفريقيا.

تعود فصول القضية إلى تاريخ 26 تشرين الثاني 2025، حين اشتبهت عناصر مصلحة جمارك المطار بإرسالية وصلت عبر الشحن الجوي من دولة غانا إلى مطار رفيق الحريري الدولي. الشحنة، التي بلغ وزنها الإجمالي نحو 600 كيلوغرام، صُرّح عنها رسميًا بأنها زيت جوز هند، وكانت موضبة في 40 كرتونة تحتوي على قناني بلاستيكية.

إلا أن الفراسة الجمركية حالت دون مرور الشحنة، فبناءً على الشكوك الأولية، أُحيلت البضاعة إلى دائرة المعاينة للتدقيق في محتوياتها. وبعد إجراء الفحوصات المخبرية الأولية، تبين أن الزيت ليس مجرد منتج غذائي، بل هو ستار لتهريب مادة الكوكايين السائلة أو الممزوجة، بكمية قُدرت بنحو 70 كيلوغراماً.
لم تتوقف العملية عند الحجز، بل استُكملت بالإجراءات القانونية والأمنية المشددة
فقد تولت شعبة مكافحة المخدرات وتبييض الأموال في الجمارك استكمال التحريات، حيث سُحبت عينات مدروسة أُرسلت إلى المختبرات الجنائية المركزية لدى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، والتي أكدت نتائجها القاطعة احتواء الشحنة على مادة الكوكايين.
فجرى ضبط البضاعة بالكامل وتسليم المحضر إلى مكتب مكافحة المخدرات المركزي لملاحقة المتورطين وكشف الشبكة التي تقف خلف هذه الشحنة العابرة للقارات.
تطرح هذه العملية تساؤلات ملحة حول اختيار غانا كمنطلق للشحنة واستخدام زيت جوز الهند كغطاء.  فنجاح الجمارك في إحباط هذه العملية لا يحجب خطورة الموقف، فوصول 70 كغم من الكوكايين يعني أن هناك شبكات تملك الجرأة والقدرة اللوجستية على محاولة خرق المرافق السيادية اللبنانية بكميات تجارية قادرة على تدمير آلاف الشباب.
وبينما يُحسب لجمارك المطار يقظتها في ظل الظروف الراهنة، يبقى التحدي الأكبر في كشف المتورطين الحقيقيين خلف الستار، وضمان عدم تحول مطار بيروت إلى ساحة صراع بين المهربين والأجهزة الأمنية. فمكافحة المخدرات ليست مجرد ضبط شحنة، بل هي معركة استخباراتية لمنع لبنان من أن يصبح محطة رئيسية في طريق الكوكايين العالمي.