على الرغم من تأكيد الوسطاء (مصر وقطر وأميركا) أن العمل جارٍ خلف الكواليس من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، والتوافق على صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، فإن تصريحات الحركة الأخيرة، وشت بتراجع الآمال، لاسيما مع استمرار التوغل الإسرائيلي في مدينة رفح الواقعة أقصى جنوب القطاع.
فقد أكد غازي حمد عضو المكتب السياسي لحماس، في مقابلة مع "العربية/الحدث"، مساء أمس الثلاثاء، أن الحركة أبلغت الوسطاء "أن لا تفاوض مع استمرار عملية رفح".
كما اعتبر أن "إسرائيل تتجه إلى الإبادة الجماعية وليس المفاوضات".
6 أسابيع
أتت تلك التصريحات فيما يسعى الوسطاء إلى التوصل لهدنة أولية مدتها ستة أسابيع تطلق فيها حماس سراح ما يقرب من 20 أسيراً إسرائيلياً على قيد الحياة، إلى جانب عدد غير محدد من الإسرائيليين الذين لقوا حتفهم أثناء وجودهم في الأسر داخل قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
مع احتمال أن يتبع هذا الاتفاق الأولي وقف إطلاق النار لمدة تصل إلى عام واحد وانسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة، حسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن وسطاء عرب.
كما أوضح الوسطاء أنه تم التواصل مع حماس لكنها لم توافق بعد على المشاركة، لاسيما أنها أكدت أن إسرائيل ليست جادة في التوصل إلى اتفاق.
وكانت محادثات وقف إطلاق النار السابقة قد فشلت إلى حد كبير، مع رفض تل أبيب أن يشمل أي اتفاق وقفاً دائماً لإطلاق النار.
بينما تواجه حماس أيضاً تحدياً كبيراً يتمثل في تسليم عدد كافٍ من الأسرى، لعدم احتجازها جميع من أسروا في تشرين الأول الماضي، إذ إن بعض الأسرى موجودون لدى فصائل فلسطينية أخرى.
يشار إلى أن توسع إسرائيل في مدينة رفح التي كانت مكتظة بالنازحين منذ مطلع الشهر الحالي (أيار2024) كان عقد جهود استئناف التفاوض بين الجانبين، لاسيما بعد الضربة الدامية التي استهدفت ليل الأحد الماضي مخيم السلام بالمواصي، الذي كانت إسرائيل اعتبرته منطقة آمنة داعية الفلسطينيين للجوء إليه.