الغطاء سقط… وقوى الأمن تكثّف ضرباتها لعصابات التهريب والمخدرات

يشهد لبنان في الأشهر الأخيرة عودة قوية وواضحة لقوى الأمن الداخلي التي استعادت زمام المبادرة بعد سقوط الكثير من “الحمايات” التي كانت تشلّ عملها في مواجهة شبكات التهريب. اليوم، المعادلة تغيّرت… والقوة الأمنية على الأرض أصبحت أكثر حضوراً وحزماً، والدليل: إحباط عملية تهريب خطيرة للكوكايين قبل أن تصل إلى بيروت.

فمكتب مكافحة المخدرات المركزي نفّذ، بعد أشهر من العمل الميداني والرصد، عملية نوعية كشفت خطة تهريب دولية تعتمد إخفاء الكوكايين على شكل “سائل” داخل عبوات زيت بلاستيكية. هذه التقنية المتقدمة لم تنطلِ على المحققين، الذين نجحوا في تتبّع مسار الشحنة من أفريقيا إلى سوريا، وصولاً إلى لبنان.

وبفضل الجوهزية العالية وتقاطعات المعلومات، إضافة إلى التنسيق المباشر مع أجهزة مكافحة المخدرات في سوريا، حصلت قوى الأمن على تفاصيل كاملة عن المهرب اللبناني وخطة نقله للشحنة. وعند وصوله إلى مطار دمشق، أوقفته السلطات وصادرت ثماني عبوات زيت تحتوي على 13.55 كلغ من سائل الكوكايين.

هذه الضربة، بحسب مصادر أمنية، ليست مجرد توقيف ناجح… بل إعلان واضح أن قوى الأمن استعادت قوتها، وارتفع عنها الضغط، وتحرّكت بجرأة أكبر ضد عصابات كانت تعتبر نفسها فوق المساءلة.

وفي المرحلة الحالية، تبدو قوى الأمن الداخلي مصمّمة على مواصلة المواجهة مع شبكات التهريب من دون مساومات. فالخطة باتت واضحة: ضرب الرؤوس الكبيرة، تفكيك الخطوط الأساسية للتهريب، وتعزيز التنسيق الإقليمي لمنع استخدام لبنان كممرّ للمخدرات، بالتوازي مع حماية المجتمع داخلياً من تفاقم الإدمان وتداعياته. هي مرحلة جديدة تُثبت أن القوى الأمنية استعادت ثقتها وقدرتها، وأن العصابات لم تعد محمية، وأن الدولة بدأت تسترجع قبضتها على الأرض.