استقبل رئيس مجلس النواب نبيه برّي في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس المكتب السياسي في "الجماعة الإسلامية" علي أبو ياسين وأعضاء المكتب السياسي النائب عماد الحوت وبسام حمود وأسامة ابو مراد، وكان عرض للأوضاع العامة لا سيما السياسية منها ولشؤون تشريعية.
وبعد اللقاء، قال أبو ياسين: "تشرفنا اليوم وزملائي في المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية بلقاء دولة الرئيس نبيه برّي في هذه الظروف الصعبة والعصيبة من تاريخ لبنان، فالبلد معطّل بغياب الرئاسة الأولى وتعطيل مجلس الوزراء ومنعه من تصريف الأعمال حتّى بالحدّ الأدنى، وكذلك يعني محاولة تعطيل مجلس النواب كهيئة تشريعية وتعطيله كهيئة انتخابية، وأكّدنا على موقفنا كجماعة إسلامية من ضرورة أن يصار إلى حوار وطني سقفه انتخاب رئيس للجمهورية لتنطلق عجلة المؤسسات والعجلة الدستورية".
وأضاف: "كما أكّدنا مع دولة الرئيس ضرورة الحفاظ على الدستور اللبناني وإتفاق الطائف واستكمال تطبيق بنود الدستور، ورفض كلّ البدع والكلام والاتفاقات وربما الصفقات التي تبرم لنسف الدستور، وفي مقدّمها اللامركزية المالية الموسعة، فالدستور ينصّ على اللامركزية الإدارية ونحن نطالب بتطبيق اللامركزية،لكن اللامركزية المالية تعني التقسيم ونسف الدستور وخاصة إذا ما طرحت من أناس يفترض أنهم حريصون على هذا الدستور".
وتابع: "دولة الرئيس سدّ منيع بوجه كل التشريعات التي ربما تستهدف القيم والأسرة اللبنانية، اطمأننا إلى هذا الأمر، وأنّه لن يكون ولن يصار ولن يمرّ أيّ قانون يستهدف قيمنا ومجتمعنا وأسرنا".
كما بحثَ برّي العلاقات اللبنانية- الفلسطينية والأوضاع في مخيم عين الحلوة في ضوء الأحداث الأخيرة، خلال لقائه عضو الهيئة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" عزام الأحمد، بحضور سفير دولة فلسطين أشرف دبور وأمين سر حركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات.
وبعد اللقاء، قال الأحمد: "تشرفنا بلقاء دولة الرئيس نبيه بري كالعادة في كل زيارة نقوم بها الى لبنان من أجل بحث العلاقات اللبنانية الفلسطينية من كافة جوانبها بما يعزز الموقف الفلسطيني والعربي في مجابهة الاحتلال الاسرائيلي وتهديداته المتواصلة سواء للشعب الفلسطيني او للبنان أو للأمة العربية بكاملها".
ولفتَ إلى أنَّ "هذه الزيارة تأتي مباشرة بعد العمل الإجرامي الذي قامت به فئة من الإرهابيين الذين ينتحلون لأنفسهم صفة متأسلمين ولا علاقة للإسلام بهم، هم ليسوا بعيدين عن المخطط المعادي للبنان وفلسطين بشكلّ خاص وللأمة العربية بشكل عام، بما قاموا به من اغتيال الشهيد قائد قوات الأمن الوطني في منطقة صيدا أبو أشرف العرموشي اعتقدوا أنَّ الفوضى ستدب وينقضون ومن يساندهم ومن يمولهم ومن يمدهم بالسلاح والذخيرة حتى أثناء القتال، ومعروف لدينا من هؤلاء وكلّ شيء يأتي في وقته لنكشف كلّ صغيرة وكبيرة".
وتابع: "كما يعلم الجميع منذ بداية الشرارة الأولى، تحركت حركة أمل وقيادتها وجرى إجتماع في مكتبها في صيدا لهيئة العمل الفلسطيني المشترك، والذي كانت بصمات دولة الرئيس لهذا التشكيل الذي يضمّ كل القوى الفلسطيني مهما تباينت خلافاتهم وهو يلعب دوراً من أجل تعزيز أمن واستقرار مخيم عين الحلوة والمحيط اللّبناني في منطقة صيدا، وتبادلنا الرأي والاتصالات واللقاءات التي تمّت حتى الآن مع المسؤولين اللّبنانيين ومع نشاط القوى السياسية من أجل سرعة انجاز التحقيق الذي تتولاه لجنة فلسطينية لبنانية مشتركة والتي بدأت به فور تشكيلها ووصلت إلى كثير من الحقائق والمؤشرات وهي تعمل ليل نهار حتى في سماع بعض الشهود وبعض المتهمين في عقر دارهم واستمعت لهم".
وقال: "نحن لا نريد إلّا الحقيقة وأن يتولى القضاء اللّبناني محاسبة كلّ من خرج على القانون وشارك في جريمة اغتيال العرموشي، وشارك في الاشتباك المفتعل الذي جرى في بعض مناطق عين الحلوة وحتى بعض مناطق الجوار اللبناني وأدى إلى تهجير آلاف العائلات اللّبنانية والفلسطينية ودمار، علماً أنَّ السلاح والدمار كان يجب أن يوجّه للعدو الصهيوني لا بين هذا الفصيل أو ذاك".
وأضاف: "اتفقنا مع برّي أنّه لا بدّ من الإسراع في إنهاء التحقيق وتسليم الجناة للقضاء اللبناني كي يتولى شأنهم، ولبنان صاحب السيادة والمسؤول عن محاسبة كلّ من يخرج على القانون كائناً من كان، فلسطينياً أو لبنانياً أوغيرهما، فالفلسطينيون الذين شاركوا كانوا فئة قليلة حتى أنَّ أحدهم انتحل صفة فلسطيني بهوية مزوّرة وهو ليس من منطقة صيدا وليس فلسطينياً، كلّ شيء معروف وحتى الذين يشاركون في الجهود لتهدئة الوضع، ربما كانت لهم أصابع سلبية في البداية، وهذا سيتضح أمام الجميع في وقته وليس الآن، المهمّ تثبيت الأمن ووقف الدمار وعودة المهجرين اليوم قبل الغد وكثير منهم عادوا فور صدور بيان لجنة العمل الفلسطيني المشترك".
وعن إمكانية استثمار بعض الجهات في الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني، قال الأحمد: "لقد أشرت بشكل غير مباشر الى أن ما جرى ليس محلياً في لبنان، وما دار ليس بعيداً عمّا كان، ففي نفس اللحظة كان يعقد اجتماع للأمناء العامين في الفصائل الفلسطينية في مدينة العلمين في جمهورية مصر من أجل تعزيز الوحدة الفلسطينية بمواجهة المحتل، وأيضاً بمواجهة النيل من الشعب الفلسطيني ومحاولات تصفية قضيته على الصعيد الإسرائيلي والدولي".
وأضاف: "إن حادثاً هنا وحادثاً هناك ليس بعيداً عن نفس المؤامرة، اجتياحات جنين ومخيم جنين ونابلس وبلاطة ونور شمس في طولكرم أيضاً ليست بعيدة عن المحاولات التي تجري هنا لقتل القضية الفلسطينية، لكننا بالمرصاد ونعمل أولاً على تصحيح تفكير المضللين كي يعودوا إلى رشدهم ونعزز الأمن والاستقرار في مخيم عين الحلوة، وأقول إنَّ البعض تمنى أن ينتشر ذلك في مخيمات أخرى وهذا غير وارد، إذ لدينا القدرة على منعه حتى بقدراتنا الذاتية بالتنسيق مع الدولة اللبنانية".
على صعيد آخر، تلقى برّي برقية من نظيره رئيس مجلس الأمة الكويتي أحمد عبد العزيز السعدون.