لودريان في بيروت: جولات مكوكية ووعود بالاصلاح

حط الموفد الفرنسي جان إيف لودريان رحاله في بيروت في زيارة خاطفة قادمًا من الرياض، جال خلالها بين بعبدا وعين التينة والسراي. الرسائل الفرنسية لم تتبدل: دعم معلن من ماكرون ووعود بمؤتمرين لدعم الجيش وإعادة الإعمار.
شدد رئيس الجمهورية جوزف عون أمام ضيفه على أن الإصلاحات الاقتصادية والمالية قناعة لبنانية قبل أن تكون مطلبًا دوليًا، متعهدًا بإنجاز مشروع قانون الفجوة المالية هذا الشهر. الجيش اللبناني، "الضامن الوحيد للاستقرار"، شكّل العنوان الأبرز في اللقاءات. لكن الاعتراف بأن الاحتلال الإسرائيلي ما زال الذريعة المانعة لاستكمال الانتشار جنوبًا كشف حدود الخطة الأمنية، العالقة بين سردية الاعتداءات الإسرائيلية ورهان على ضغط خارجي لا يبدو وشيكًا.
لودريان لم يخرج عن النص الفرنسي المعتاد: إشادة بالإجراءات "المشجعة"، حديث عن وعود إصلاحية، وتكرار لأزمة الدعم الدولي. غير أنّ المعضلة اللبنانية لم تعد في الوعود، بل في غياب التنفيذ؛ فالقوانين تتكدس، والمصارف تواصل التلاعب بالودائع، والاقتصاد يترنح من دون إصلاحات فعلية.
بدوره رسم رئيس الحكومة نواف سلام خريطة طريق بثلاث محطات مترابطة: مؤتمر لإعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي، مؤتمر لدعم الجيش، ومؤتمر "بيروت 1" للاستثمار. لكن هذه العناوين تبقى بلا قيمة إذا لم تترجم إلى أفعال حقيقية  واستقرار امني يدعم الاصلاحات.
الزيارة الأولى بعد قرار الحكومة حصر السلاح بيد الجيش، جاءت محمّلة بالرمزية وفرصة لدعوة فرنسا وأميركا للضغط على إسرائيل بدت وكأن لبنان يعود مجددًا ليستنجد بـ"الأم الحنون" واميركا الراعي الدائم لأمن إسرائيل.فهل ستجد هذه المساعي آذانًا صاغية نرى ثمارها على الارض ؟