قال النائب غسان سكاف، إنه "من المعيب توكيل الخارج لايجاد الحلول في الداخل، وهناك خطورة كبيرة للتطبيع مع الفراغ".
وأضاف في حديث إذاعي: "أصر على انتخاب رئيس وليس تعيين رئيس من صنع لبناني مع الأخذ في الاعتبار التوجهات الخارجية".
ولفت إلى أن "جلسة 14 حزيران كانت وليدة مبادرة داخلية كسرت الجمود في الملف الرئاسي ونزعت الحواجز التي كانت موجودة بين بعض المكونات وكرست معادلة جديدة في إعطاء دور متقدم للداخل بعدما كان يخضع سابقاً لتدخل الخارج".
وتابع: "نقوم اليوم بتحرك جديد نسعى فيه الى كسر الحواجز بين كل المكونات للوصول الى تقاطع وطني على رئيس أي الاتفاق على بعض الأسماء والذهاب بها الى البرلمان وليفز من يفوز ولا نريد أن يكون التدخل الخارجي هو من يفرض رئيساً لأنه سيفرضه على قياسه وبتوقيته في وقت نحن لسنا أولوية اليوم لدى أحد" .
وشدد على أن "الاهتمام الخارجي بلبنان اليوم هو عقلاني وليس عاطفياً وعلينا اليوم عدم انتظار قطار التسوية ان يأتي من وراء الحدود من دون توافقات داخلية، فكفانا ارتهاناً للخارج".
وأردف: "كلنا يعرف أن ولادة الرئاسة في لبنان صعبة وستكون قيصرية، ولكن يجب الاستعانة بأطباء لبنانيين واذا تعثرت نستعين بأطباء الخارج فكل الانتظارات منذ أيلول 2022 لتطورات المنطقة لم تجد نفعا".
وقال: "نحن نعرف التعقيدات ونتصل بالخارج للمساعدة ونفتعل الازمات في كل استحقاق لكي يجد الخارج الحلول ويمولها أما اليوم فانتهى زمن افتعال الأزمات والخارج لن يمول الحلول" .
واعتبر سكاف ان "ما حصل في حلقة صار الوقت على شاشة الmtv عينة عما يمكن ان يحصل على طاولة الحوار ان أتيح للمكونات ان تجتمع"، لافتاً إلى أن "ما فعلته الخماسية جيد جداً لناحية عدم اصغائها للودريان لجهة عدم دعمها وتبنيها الحوار".
ورأى أن "الحوار يحتاج إلى تبريد الأجواء وكسر الحواجز بين الفرقاء قبل الجلوس الى طاولة الحوار وهو ما نسعى إليه اليوم".
وتحدث سكاف عن أن "الفرق بين خماسية باريس والدوحة هو إصدار بيان مشترك فالحديث عن مواصفات الرئيس هو ما اسقط المبادرة والتلويح بفرض العقوبات والتشديد على إجراء الإصلاحات"، كاشفاً عن أن "لودريان سيعود إلى لبنان بموقف الخماسية وليس بالموقف الفرنسي اذا لم يعد لفرنسا موقف المبادرة" .
ولفت إلى أن "حزب الله كان يفضل المبادرة الفرنسية، ولم يكن محبذاً لمجرد اجتماع الخماسية وما فاجأ الجميع هو البيان المشترك وكان هناك ضغط لعدم إصدار بيان للإبقاء على المبادرة الفرنسية" .
وقال سكاف: "الجميع يحاور حزب الله، بعضهم في العلن والقسم الأكبر في السر، وعلينا تحويل التلاقي المسيحي إلى تلاق وطني وكان هناك رهان على تفكك هذا التلاقي ولكن نريد ان نفتح على كل المكونات لأننا نؤمن بلبنان واحد والحوار الذي يحكى عنه بين التيار الوطني الحر وحزب الله يحصل وراء الكواليس مع الكل".
ورأى أنه "يجب أن نصل إلى طمأنة متبادلة بين الطرفين المتنافسين فهذه الحوارات صحية ويجب أن تكمل ثنائياً ولكن يجب الا نجلس الى طاولة حوار واحدة".
وعن الفراغ في حاكمية مصرف لبنان، قال سكاف: "حتى اليوم لم يحسم المخرج لناحية انتقال السلطة النقدية والمالية العليا في 31 تموز وسط مخاوف من الحد الذي سيبلغه سعر الصرف وما استوقفني تصريحات نواب الحاكم فهم فقدوا ثقة اللبنانيين قبل أن يتسلموا مسؤولياتهم في إدارة البنك المركزي".
واعتبر سكاف أن "شروط نواب الحاكم هي تمهيد للتمديد وبالتالي فان رياض سلامة اليوم هو الداء والدواء، رغم كل الدعاوى الداخلية والخارجية بحقه والتي لم يصدر فيها أي حكم حتى اليوم، ونحن في مرحلة التفضيل بين السيئ والاسواء فإما التوافق على حاكم جديد أو التمديد لتسيير المرفق العام الى حين التوافق على حاكم جديد".
وختم سكاف: "يبدو أن التمديد هو الحل الوحيد لفترة معينة إلى حين انتخاب رئيس . وإذا استمر الشغور لستة أشهر مقبلة يمكن أن يكون الحل أيضاً تمديد إداري لقائد الجيش".